أنواع السمك في البحر :
أيها الأخوة المؤمنون, في القرآن الكريم إشاراتٍ إلى بعض الآيات الكونية، فالسمك ورد ذكره في القرآن الكريم:
﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً﴾
[سورة النحل الآية: 14]
يستهلك العالم حسب بعض الإحصاءات القديمة، ما يزيد عن مئة مليون طن من السمك البحري، مئة مليون طن، هذا غذاءٌ لبني البشر، يقدر العلماء، أن في البحر ما يزيد عن مليون نوع من السمك؛ بعضها كبير، يزيد عن مئةٍ وأربعين طناً، وزن الحوت، وبعضها صغير، بعضها وديع، بعضها شرس، بعضها جميل، بعضها مكهرب، هناك أنواعٌ من السمك لا تعدُّ ولا تحصى .
ما هي وظيفة الزعانف عند السمك ؟
أيها الأخوة, ولكن العلماء وقفوا عند الزعانف، هذه الزعانف، قالوا عنها: إنها وسائل للدفع, والتوازن، والتوجيه، والفرملة، إن صحَّ التعبير، إنها تقف أو تخفف سرعتها عن طريق الزعانف، وإنها تتحرَّك نحو الأمام عن طريق الزعانف، وأنها تتوازن عن طريق الزعانف، وإنها تعدِّل وجهتها، يميناً أو شمالاً، ارتفاعاً أو انخفاضاً، عن طريق الزعانف، هذه الزعانف، بها تسير ، وبها تغيِّر مسارها، أو تصحح مسارها، بها تتوازن، بها تقف .
آيتان عجيبتان من آيات الله في السمك :
أودع الله سبحانه وتعالى فيها جهازاً لقياس الضغط، إن السمكة تعرف في أيّة لحظةٍ، أين هي من عمق الماء؟ لو أمسكتم سمكةً بأيديكم، لرأيتم في قسمها العلوي، خطاً متصلاً من غلاصيمها إلى ذنبها، هذا الخط هو أنبوبٌ مفرَّغ من الهواء، كلما زاد ضغط الماء عليه انضغط، فبانضغاطه تعرف السمكة أين هي من عمق الماء، أهي في السطح أم في الأسفل؟ .
أيها الأخوة, إن السمك آيةٌ من آيات الله سبحانه وتعالى، تستطيع السمكة أن تحوِّل الطعام إلى هواء فتطفوا، فإذا أطلقت هذا الهواء الزائد، غاصت في الأعماق، إن الهواء في جوفها تصنعه من الطعام، فترتفع أو تطلقه فتنخفض، وهذه آيةٌ أيضاً من آيات الله في خلقه .
إليك هذه الدعوة :
تبارك الذي خلق لنا كل شيء، وسخَّر لنا كل شيء، ويجب على الإنسان أن يجول ويجول، أن يحكم فكره في آيات الله، فلعلّه يعرفه من خلال آياته، لعله إذا عرفه استقام على أمره ، لعله إذا عرفه خشيه، وعظَّمه، ووقَّره .
أيها الأخوة المؤمنون, التفكُّر عبادة، بل إنك لن تعرف الله إلا من خلال آياته:
﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآَيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾
[سورة الجاثية الآية: 6]
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾
[سورة آل عمران الآية: 190-191]
والحمد لله رب العالمين