السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هل مات الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ظالماً أم مظلوماً ؟!
سؤال يتبادر إلى ذهني أضيف إليه سؤالاً آخر لا يقل أهمية عنه ألا وهو : لماذا قامت الثورة الليبية ولمصلحة من ؟!
في البداية إسمحوا لي أن أقوم بعرض بعض الحقائق عن وضع ليبيا قبل قيام الثورة :
# إستهلاك الكهرباء في البيوت مجاني !!
# إستهلاك المياه في البيوت مجاني !!
# سعر لتر من البنزين لا يتجاوز 0.08 يورو !!
# البنوك الليبية لا تتعامل بالربى !!
# المواطن الليبي لا يدفع أي ضريبة ، بالإضافة إلى أن الرسم على القيمة المضافة غير موجود تماماً !!
# ليبيا تحتل المراتب الأخيرة من بين الدول التي تمتلك ديون !!
# سعر شراء السيارات في ليبيا هو نفس سعر الشراء من المصانع !!
# كل طالب يريد إكمال دراسته في الخارج تدفع له الحكومة 1627 يورو شهرياً !!
# كل طالب يحصل على شهادة جامعية يحصل على راتب حتى دون عمل !!
# في كأس العالم قام معمر القذافي بشراء جميع إشتراكات الجزيرة الرياضية المخصصة لليبيا ثم عاد وباعها بنفسه على الشعب الليبي بأسعار رمزية فقد إشترى كل إشتراك ( إن لم تخُني الذاكرة ) بحوالي 67 دولار ثم باع الإشتراك الواحد بحوالي 10 دولار فتحمل هو الجزء الأكبر من قيمة الإشتراكات ليريح شعبه من أعبائها ويتيح لهم متابعة كأس العالم بدون أي مشاكل أو ضغوطات !!
لهذا كله وأكثر أتمنى أن يجيبني ليبي حر واحد : لماذا قامت الثورة الليبية ؟!
من المضحك المبكي أن العديدين ممن ساروا بالمظاهرات ضد الرئيس الراحل كانت مطالباتهم بأنهم يريدون رئيساً وسيماً ، فهل من المعقول أن تنحصر نظرة شعب ثائر على رئيسه بأنهم يعترضون على شكله الذي خلقه الله به ؟!
علماً أنني شخصياً لا أرى القذافي بشعاً بالعكس فهو على الأقل كان رجلاً ولم يكن يجامل أحداً ورجولته هذه كانت كافية لكي تضفي عليه هالة من العظمة .
حتى بعد أن قُتل فأنت لا ترى وجهه إلا منيراً مبتسماً ، وليس مظلماً كئيباً ، ماشاء الله تبارك الله .
وفي الغالب فإن معظم الأجوبة على أسئلتي سوف تكون حمقاء وفارغة كما إعتدنا ممن ليس لديهم قضية يدافعون عنها ، حيث ستكون الأجوبة على شاكلة : إنتا إيش دخلك ؟! & خليك في حالك أحسنلك & وقد تصل حتى إلى توجيه الشتائم !!
لكنني متأكد بأنه لن يتمكن أي شخص من إعطاء إجابة مقنعة ووافية وشافية لسبب قيام الثورة الليبية !!
أنا مع الذين لديهم إعتراضات على بعض الفساد الموجود في بعض الجهات والأشخاص ، لكن هل هذا كافي لعمل ثورة والإطاحة برئيس البلاد ؟!
لماذا لم ينظروا للوضع في المملكتين الأردنية الهاشمية والعربية السعودية حيث إن جميع المطالبات قائمة على أساس محاربة الفساد المستشري في بعض الدوائر الحكومية والغير حكومية دون محاولة المساس بالعائلتين الحاكمتين أو الإطاحة بهما ( ماعدا قلة عملاء ودخلاء على المجتمعين وليس لهم أي تأثير على بقية الشعب الواعي ولله الحمد ) رغم أن كلا الشعبين لا يعيشان الرخاء الذي يعيشه الشعب الليبي !!
لماذا أخطأ الشعب الليبي نفس الخطأ الذي أخطأه الشعب العراقي ولم يتعلموا منه شيئاً ؟!
ألم يسمعوا كيف أن أشهر شخص عراقي ظهر مباشرةً في يوم غزو العراق وهو يضرب تمثال الراحل صدام حسين بحذائه وكيف أنه الآن يتمنى لو يعود صدام لكي يقوم هو بوضع رأسه تحت حذاء صدام ؟!!
رغم أن العراق كان يعاني وقتها من الحصار ومن العديد من المشاكل ومع ذلك فهم الآن جميعهم يتمنون لو يعودون للوضع الذي كانوا عليه وقتها فهو أشرف وأفضل مليون مرة من نتيجة تسليمهم أنفسهم لأذناب الغرب ، فلماذا لم يتعلم الشعب الليبي ؟!
أما بالنسبة لقيام القذافي بضرب المقاومة والثوار فهذا أمر طبيعي ، فأنتم قد قمتم وثرتم عليه وهاجمتموه فهل كنتم تتوقعون منه أن يبتسم في وجوهكم وأنتم تحملون أسلحتكم في وجهه ؟!
وللمقارنة فلننظر الفرق بين ما فعله القذافي مع الثوار الليبيين ومع ما يفعله الطاغية بشار في سوريا ، لنعلم الفرق بين من أراد إخماد فتنة قامت في بلاده وبين من طغى وتجبر وفقد كل معاني الدين والشرف والشهامة !!
أقسم بأنه سيأتي عاجلاً يوماً يبكي فيه غالبية الثوار على مصابهم في القذافي وسيكرهون أنفسهم ويضربون رؤوسهم بالأحذية على ما اقترفت أيديهم في حق بلادهم وشعبهم !!
وإسمحوا لي بأن أقولها وبأعلى صوت : الآن والآن فقط ذهب مقتل المجاهد الكبير والشيخ الجليل عمر المختار أدراج الرياح !!
وتأكدوا بأن كل شخص ساهم في إسقاط القذافي فكأنه قد ركب آلة زمن وعاد لوقت المختار ودل المحتلين على مكانه وساهم في القبض عليه وشنقه !!
وفي النهاية هذه وصية القذافي والتي كان قد كتبها وصنع منها ثلاث نسخ تركها مع ثلاثة رجال مختلفين أحدهم تم قتله والثاني تم أسره في حين أن الثالث قد هرب وقام بإرسال نسخة الوصية التي معه لموقع سيفين دييز نيوز (7 Days News ) الموالي لنظام القذافي ليقوموا بنشره كسبق صحفي :
" { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة } .
هذه وصيتي أنا معمر بن محمد بن عبد السلام بن حُميد بن أبومنيار بن حُميد بن نايل القُحصي القذافي.
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام وأموت على عقيدة أهل السنة والجماعة.
وأوصي بما يأتي:
- أن لا أُغسّل، وأن أدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية وفي ثيابي التي أموت فيها.
- أن أُدفن في مقبرة سرت إلى جوار قومي وأهلي.
- أن تُعامل عائلتي وخاصة نساءها وأطفالها معاملة حسنة.
- أن يحافظ الشعب الليبي على هويته وعلى منجزاته وتاريخه وصورة أجداده وأبطاله المشرفة وأن لا يسلّم في تضحيات أحراره وأخياره.
- أن تستمر مقاومة أي عدوان أجنبي تتعرض له الجماهيرية الآن أو غدا وعلى الدوام.
- أن يثق الأحرار في الجماهيرية والعالم أننا كنا نستطيع المتاجرة بقضيتنا والحصول على حياة شخصية آمنة ومستقرة وجاءتنا عروش كثيرة، ولكننا اخترنا أن نكون في المواجهة واجبا وشرفا، وحتى إذا لم ننتصر عاجلا فإننا سنعطي درسا تنتصر به الأجيال التي ستأتي، لأن اختيار الوطن هو البطولة وبيع الوطن هو الخيانة التي لن يستطيع التاريخ أن يكتب غيرها مهما حاولوا تزويره.
- أن يبلّغ سلامي إلى عائلتي فردا فردا وإلى أوفياء الجماهيرية وإلى كل أوفياء العالم الذين ساندونا ولو بقلوبهم.
والسلام عليكم جميعا
معمر بن محمد القذافي
سرت الوفاء الاثنين 17 التمور 2011 " .
أعذروني لكنها كلمة حق لم أستطع كتمانها !!
بقلمي :انور فيجيتا
تحياتي .