إلى كل أب وكل أم.... في عنق كل منهما أمانة تربية الأبناء..
وإنها لأمانة.. وأية أمانة..
فإن أدّيت كانت خيرا وبركة وسلامة..
وبها تمام السعادة.. والكرامة..
وإن ضيّعت عادت خزيا وحسرة وندامة..
في هذه الدنيا، ويوم القيامة..
* * *
وإلى كل مرب ومعلم ومؤدب..
يقوم على تربية القلوب على التقى والهدى والإيمان..
ويعمل على تغذية العقول بالعلم والعرفان..
ويشرف على سقاية النفوس الظمأى للآداب ومكارم الأخلاق..
قدوته في ذلك.. مهمة النبي
القائل:
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"..
* * *
وإلى كل قائم على الدعوة الى الله على بصيرة من ربه..
دائب في تحصيل مواد هذا البناء مادة مادة..
ليجعلها أركانا في شخصية المسلم لبنة لبنة..
يبني الرجال وغيره يبني القرى شتان بين قرى وبين رجال
هذه مادة في بناء الشخصية التي تسعى لاستكمال فضائلها..
مستمّدة، من المثل الأعلى في كل فضيلة وكمال..
النبي الأمي الذي قال:
" أدبني ربي فأحسن تأديبي"..
* * *
إلى كل هؤلاء نهدي هذا الكتاب..
ليقوموا بدورهم بتقديمه الى من يعولون ويرعون ويربون..
وليقوموا بأنفسهم بتدريسه درسا درسا.. وليلمسوا بأيديهم ثمراته عطاء بعد عطاء..
ولا يعين على ذلك إلا القدوة الحسنة، والواقع المشاهد الملموس، من قبل كل مشرف على تدريسه..
* * *